الموتى لا ينتظرون الحزن من أحد
قصّية كالموت كنتِ حينذاك
وتبكيني الآن،
كأنكِ أقرب عليّ منه.
ولا يربكني من موتي
سوى أني نسيت كيف يعود الطريق إليكِ
لا لشيء، بل لأؤنبكِ كعادتي:
"خذيني على محمل الهزلِ
حتى أعمِّر طويلاً"
أقمار
І
من يُنقب في أسفار الليل
يعلّق الأقمار
قناديلاً فوق رؤوسنا
ويضربنا بالسوّط كأطفال الكنائس،
عقاباً على الأحلام؟
ІІ
نحن وأعداؤنا تجمعنا هواية مشتركة؛
الأحلام.
ومع ذلك فهم يرددون
كلما وصلتهم "خبرية" عن حلم فلان:
"مغفلون وحمقى.. يبذّرون أحلامهم على الحرية".
أعداؤنا لا يعرفون؛
أن أحلامهم هي تبذير للأحلام.
هدية
І
"لنؤجل الوداع حتى أعود"
قال مسافر يكره الوداع.
"ومتى تعود؟"
نادت امرأة من وراء الباب
....
"أعود،
حين تنتهي مراسم الوداع"
ІІ
"هات لي هدية من الغياب
مقعداً أستريح عليه من الحنين
هات ظل سروة يقيني حر رغبتي
أو كن تقليدياً
وهات حذاءً بكعب مدبّب..
ألاحق به قلبي كلما غافلني وهرب".
غزالة تائهة
تلك الغزالة التي طلعت على سطح حلمي هذه الليلة، من أين جاءت؟
"ولك هيييي يا غزالة... انزلي انزلي"، لئلا أصحو عما قليل فتقعين على رأسك.
يا غزالة، كيف عرفتك وأنا لم أر غزالاً من قبل. . .
أهي أمي التي أرسلتك إليّ من أغانيها؟
لم تقل لي أمي أن الغزلان تعلو سطوح الأحلام لتأكل النجمات
وأنا حسبّتك تخشين المرتفعات!
أمي التي هرِمت أضاعت غزلانها في أحلامي.
عودي أيتها الغزالة إلى أمي، ولا توهميها بأنها ذبُلت!
أمي تعُد غزلانها كما تعد أبناءها..
فما هم إن خربطت في عدّ السنين.
حرف جر
لم تجر الكلمات ورائي وأنا أعدو في المطر وحدي أرفع صوتي المبلّل "حنين حنين حنين حنين..."؛ هل كان ذلك اسماً أم كنية أم حرف جر؟
لم تحرس الكلمات نومي حين سرقته المدنُ الكبيرة مني، وهي التي زعمت أنها غلبت جلجامش: "أنا لا أنام" - قالت لي عند بوابة المطار.. "سأحرس النوم في غيابك". ثم فرّت خطيفة معه بعد يومين.
ولم تحملني الكلمات على ظهرها حين تعبتُ. "كسولة ولا تعني بلياقتك" قلت لها وقالت لي، كجارتين تتشاجران في آخر الشارع.
الكلمات ستهرب مني الآن لتنجو من غضبي، وأنا أكزّ على أسناني وأتمتم بحقد:
"فارغة كل الكلمات فارغة.
سأحرق هذا النص سأحرق هذا النص، وإلا فستصدق الكلمات وأطلع أنا أنا الكاذبة!".